بحث في الموقع

الرياض-عبد الحي شاهين:
قال الروائي السعودي أحمد الدويحي إن من مفارقات قضايا المرأة في المملكة أن أصبحت مطية لخطاب سلطوي تحتكر بموجبه حق الرؤية والفصل والتفصيل برغم أن المرأة في المجتمع السعودي نالت مكانة عالية من التعليم والخبرات المتراكمة، مشيرا الى أن الأعمال السردية السعودية تكاد كلها أن تناولت قضية المرأة بجانب من الجوانب.


وذكر الدويحي في حوار معه أن الرواية في المملكة بدأت في المدينتين المقدستين مكة والمدينة المنورة ثم بعدهما انتقلت لباقي أرجاء المملكة، وهو يرجع ذلك الى طبيعة الرواية التي لايمكن أن تنشأ إلا في بيئة مدينة، بما فيها من تعدد وتطور يتجاوز ماهو موجود في القرى.

> ذكرت في منتدى أدبي قبل أيام أن الرواية السعودية لم تكتب إلا بعد 11/9 ماذا كنت تقصد بذلك تحديدا؟.
- الرواية المحلية كتبت بداية في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، لأن الرواية فن مدني يولد وينمو في الحياة المدنية، وكتبها بعض الرواد ومن ضمنهم الأستاذ حامد دمنهوري وأستطيع أن أذكر رائد الرواية الحديثة الأستاذ إبراهيم الناصر الحميدان والراحل عبد العزيز مشري والدكتور غازي القصيبي، وكتبت الرواية أيضاً قبل الحادي عشر من سبتمبر مع بعض كتابها من جيلي وبالذات الزملاء عبد العزيز الصقعبي وناصر الجاسم، ولكن الانفجار الكتابي الروائي بعد الحادي من سبتمبر كان شيئا ملحوظا، فبعد ما كنا نحلم بروايتين أو ثلاث في الموسم لنحتفي بها، فإذا بنا نتجاوز المائة رواية في الموسم الواحد، وتكتب من بيئات متنوعة وكتابة أيضاً متنوعة من الجنسين.

> كتابة الرواية في سن مبكرة (مثل ما يحدث الان مع الكثير من الروائيين السعوديين) هل هو استعجال للشهرة أم موهبة مبكرة؟.
- أنا مع الكتابة الروائية بعد سن الأربعين، وشهدنا أن روائيين كبارا على مستوى العالم وعربا، كتبوا الرواية بعد سن الأربعين وأنا بدأت بعد هذا السن، وقد بدأت بكتابة القصة القصيرة مع جيلي وكنت أعلم أني يوماً سأكتب الرواية، وأنا أيضاً مع التجريب لكن الرواية فن رفيع ومغامرة شاسعة، تحتاج إلى خبرات حياتية ومعرفية وليست لعبة، وصحيح أن البحث عن الشهرة ودخول التقنية الحديثة العالم الكتابي، ووجود دور نشر أجنبية تبحث عن الربح المالي بغض النظر عن القيمة الفنية والأدبية الرفيعة، أغرى جيلا من الشباب وسهل لهم دخول هذا العالم الكتابي عبر الثلاثي الشهير (التابو) الجنس والدين والسياسة، ولست ضد هذا فنحن نحتاج لكل الأنواع الكتابية كما نحتاج إلى فرز الغث من السمين، ويلاحظ أن الظاهرة بدأت تنحصر في السنوات الأخيرة، وبدأ يقل حجم الإصدار الكثيف عبر معرض الكتاب عن ذي قبل.

> "البطل" في معظم الأعمال الروائية الرائدة في المملكة لم يكن محليا.. هل تتفق مع هذه الملاحظة والى ماذا ترجعها؟.
- كان هذا قديما ، ورافق الأعمال الأولى المبكرة قبل الانفجار الكتابي الحديث ، وأذكر أعمالاً للراحلين الرواد الكبار كرواية ( سفينة الموتى ) للأستاذ إبراهيم الناصر الحميدان وهي رواية ظلت ممنوعة لما يزيد على أربعين عاما وإلى الآن ، وهناك بعض أعمال الأستاذ عبد الرحمن منيف وهي كلها كان ممنوعاً تداولها ، ولكن روايته التي خرج ( البطل ) من السجن إلى تشيكوسلوفاكيا ، وأظنها ( شرق المتوسط ) إذا كانت ذاكرتي ما تزال سليمة ، وهناك أيضاً رواية للدكتور محمد عبده يماني خرج بالبطل خارج حدود الوطن لينهي روايته ، وأول من وطن البطل الروائي هو الزميل عبد العزيز مشري رحمهم الله جميعاً ، وكنت أول من ابتكر هذا التعبير على اعتبار أن عبد العزيز رحمهم الله جميعاً ، كان ينهي رواياته داخل حدود الوطن وبالذات في القرية الجنوبية ، والسبب بطبيعة الحال كان لقسوة الرقيب المحلي والمجتمع المحافظ ، ولكن الآن بعد الطفرة الكتابية الحديثة ، أصبحت معظم أحداث الروايات تدور في الداخل ، ويتم العزف على ثلاثي ( التابو ) بقصديه ، ويطبع غالب النتاج في الخارج وتلك إشكالية أخرى .

> الرواية السعودية بتركيزها على المسكوت عنه اجتماعيا، هل يمكن أن تعتبر لاحقا وثيقة تاريخية لهذه الفترة من عمر المجتمع السعودي؟.
-لا شك أن من أولى المعوقات التي لم تسمح للجنس الروائي بالظهور في المجتمع السعودي، هي مساحة الحرية التي أيضاً تحد من ظهور فنون اجتماعية أخرى تقتضي حضور المرأة، ومنها المسرح الذي لا زال إلى الآن يحرم ظهور المرأة السعودية على خشبة المسرح رغم ضرورة ذلك، ومثل هذه الفنون هي عوالم موازية للعالم الواقع وتحضر فيها كل شرائح المجتمع، ولا يمكن أن تكون في غياب وإقصاء جزء منه، والمجتمع السعودي المحافظ يخشى كشف المستور بطبيعة الحال، والرواية تقوم بهذا الدور بالضرورة، وقد رأينا أعمالاً لكتاب عرب ومن قارات العالم تقوم بهذا الدور نيابة عن أبناء الوطن، وهناك كتابة روائية من أبناء الوطن من الجنسين متجاوزة فنياً، وقد رأينا الزملاء عبده خال ورجاء عالم تحظى أعمالهما بجوائز دولية كالبوكر العربية، وأجزم أن هناك روايات مهمة جداً ولعدد من الزملاء، لا تقل جودة وأهمية عن الروايات التي فازت بالجوائز، وقد وجدت الرواية السعودية اهتماماً لدى المتابع لها خارج الحدود كما استطاعت أن تلفت اهتمام المتلقي المحلي، لأنها بالتأكيد عزفت بجراءة على النبض ولامست الطموحات، وبطبيعة الحال فالفنون تتبادل الحضور وقد تتراجع هذه الكثافة، ولكنها بالتأكيد تمثل تاريخاً سرياً للوطن في كل الأحوال.

> مناخ جبال السروات كيف كان أثره عليك روائيا وقصصيا؟.
- ولدت في قرية نائية وحالمة ( العسلة ) في الجنوب الغربي ، تقع على رؤوس جبال السروات وفي بداية النصف الثاني من القرن الميلادي الماضي ، وكنت الابن البكر لأبوين رحمهما الله كان الأب يسافر إلى مكة المكرمة ، ليشهد المواسم ويعمل في أعمال متواضعة كسقاية الحجاج وخدمة المقاهي ، ويعود إلى القرية ليساعد أمي في حصاد الحقول ، كانت تزرعها إلى جانب رعاية المواشي ورعايتنا أنا وأشقائي أيضاً ، فقد كان والدي رحمه الله إقطاعياً ورث عن أجداده بلاداً كثيرة ، لكنه كان مريضاً ويعاني من فشلٍ كلوي رحمه الله ، وأظنه من أوائل الذين أجروا عمليات جراحية في مستشفى جياد بمكة ، وكان يحدثنا كثيراً عن مكة التي عشقها ولازم أخواله من الأشراف للحياة فيها في طفولته .
أنا بدوري غادرت القرية مبكراً إلى الشرق - إلى الرياض مع أخوالي ، وبقيت القرية حلماً مقدساً يراود مخيلتي ، وبالتأكيد حضرت في نصوصي الأولى وبالذات المجموعتين القصصيتين - البديل – وقالت فجرها ، وجاءت لتحملها لغة رشيقة مكثفة تقترب من الشعر بدلالة الصفاء والبراءة ، وتحضر في بعض النسيج الروائي لكني حتماً لا أستطع أن أصف نتاجي حتما ، كما أنظر لنتاج الأصدقاء مشري والمرضي في مصابيح القرى على سبيل المثال ، صحيح أني أستحضر القرية في بعض المشاهد ولكنه استحضار فنتازي وسريالي لا واقعي ، فالقرية التي أعرفها اعترتها عجلة التحولات والتشويه والتغير ، وبقي لي حلم صغير مدخر اكتشفته في هذا الصيف ، ولم يبق لي من القرية غير طقسها وتضاريسها وأساطيرها ، بأن أكتب رواية أختم بها حياتي تتماس مع الكتاب الشهير ( عودة الشيخ إلى صباه ) والقصد بإحياء موازٍ للزمان والمكان .

> هل تؤيد النظرة التي ترى في أعمالك أنها روايات مستقلة عن بعضها البعض ، أم أنك تنظر إليها باعتبار كل واحد منها مكملا للآخر؟
- بطبيعة الحال كل عمل روائي مستقل، فالرواية الأولى ( ريحانة ) لها لغتها وعالمها وطقوسها وشخوصها ونضجها أيضاً ، وهي الرواية التي يتشكل في فضائها كل شيء من القرية الجنوبية، ويمكن فرض السياق ذاته كنموذج على الأعمال الروائية الأخرى ، فرواية ( وحي الآخرة ) على سبيل المثال رواية ميتافيزيقية ولعل اسمها يحمل الدلالة ، أنا كاتب يجترح المغامرة ويعشق التجريب إلى أبعد حدود ، ولا أحب أن أمضي في الدروب المستطرقة وأتسربل في عباءات الآخرين ، وربما يكون هناك خيط رفيع غير مرئي يوحد هذه الأعمال ، إذا أخذنا في الاعتبار أن السيرة الذاتية هي واحدة من ينابيع الفعل الكتابي.

> الرواية الملحمية الطويلة، هل تراها مناسبة لعصر تطغى فيه التكنولوجيا والسرعة من كل ناحية؟.
- كما يقال بأن لكل زمان دولة ورجالا ، فان القول ينطبق تماماً على الفنون أيضاً ، تتداول الحضور عبر الأزمنة المتنوعة ، ويظل الشعر بالنسبة للفنون سيد الأجناس الأدبية يحضر في كل الأزمنة ، الرواية هناك من يصفها الآن بأنها ديوان العرب المعاصر، وهذه صفة مبالغ فيها كثيراً وتهميش للفنون الأخرى ، الرواية عالم شاسع وشمولي وفن رفيع ، ويدخل في نسيجها فنون أخرى كالقصة والشعر والمسرح والفلكلور، ولكنها لا تسطع أن تؤدي دور أي فن غير دورها ، وأجد الآن في عصر التقنية الحديثة أن فن القصة القصيرة ، أو ما يسمى ( ق ق ج ) قصة قصيرة جداً مناسب وشائع الآن لعصر التقنية ، فهذا الفن الحديث يناسب عصر التويتر ووسائل التواصل المجتمعي الشبابية ، فبكلمات معدودة ومكثفة يمكن كتابة نص قصير جداً ، وليس بالضرورة أن يكتبه كتاب متمرسون بل كل فئات الشعب ، وهذا ما هو دارج الآن ويؤدي دوراً فعالاً.

> ثلاثيتك "المكتوب مرة أخرى" هل يصح النظر إليها باعتبارها وثيقة اجتماعية تاريخية ، وذلك بالنظر لمضمونها والفترة التي تدور فيها أحداثها؟.
- كل كاتب لا بد أن يكون له عمل إذا ذكر يشار به إليه ، ورواية ثلاثية المكتوب مرة أخرى يبدو أنها ذلك العمل الذي أذكر به ، هذه الثلاثية هي فعل كتابي مهم في نظري على أكثر من صعيد عام وذاتي ، فالرواية في جانب منها هي الرواية الثالثة في سلسلة أعمالي الكتابية ، وقد سبق قبلها وكتبت روايتي ريحانة – وأواني الورد في عالم من التجريب اللغوي والفنتازي ، ولما شرعت في كتابة هذا النص كنت محتشداً بركام من التجارب والمعارف والطموحات والخيارات أيضاً ، فجاءت على صعيد ذاتي وأحمد الله أن هناك من تلقاها على أنها رواية الرواية ، وبالذات نقدياً وأخص بالذات الناقدة الدكتورة أسماء الزهراني وهذا شيء جيد ، ولكن الفعل الكتابي ذاته كان اتخذ عدة مسارات ترتبط بعدة سياقات ، فالرواية التي كتبت في مرحلة مهمة من تاريخ منطقة الخليج العربي ، وشهدت حروبا متعاقبة في الكويت ثم العراق مع تحولات تنموية ، كانت تعني كما فعلت كثيرا من الروايات التي صدرت في تلك المرحلة ، برصد كل هذه التحولات حتى لو تنوع الرصد واتخذ زوايا حكي متعددة ، وساعدني لا شك زخم الأحداث الجارية وطزاجتها مع الاحتشاد والتراكم الذاتي ، لكتابة متنوعة تتجاوز واقعها المجتمعي ، وأشكرك على هذا السؤال الواعي فالرواية تستحق أن تكن وثيقة تاريخية ، تعكس عالماً موازٍ لها لما حدث في الواقع وتتماس معه ، وأنا ككاتب أعتز بكل أعمالي ولكن لرواية المكتوب مرة أخرى مكانة عالية ورفيعة .

> مفارقات وضع المرأة في المجتمع السعودي هل ما تزال تمثل للروائيين منجما للسرد الباحث عن الشهرة؟.
- المرأة خير من يعبر عن ذاتها ويتناول قضاياها . ولكن للآسف هناك شريحة في المجتمع السعودي اتخذت من المرأة وقضاياها مطية ، تمتطيها لتوجيه خطاب سلطوي تحتكر بموجبه حق الرؤية والفصل والتفصيل ، المرأة في المجتمع السعودي نالت مكانة عالية من التعليم والخبرات المتراكمة ، فالجامعات ومراكز البحوث والمستشفيات ومواقع العمل المتنوعة تشهد على كفاءتهن ، ولاحظنا في الفترة الأخيرة أنها دخلت إلى مجلس الشورى في خطوة رائعة ومحسوبة ، المرأة السعودية ستستعيد حقها في ممارسة الحياة بحرية وثقة ، سحبت منها في العقود الأخيرة لذات الأسباب التي ذكرتها في البداية ، وقد كانت في بعض مناطق المملكة تمارس حياتها بحرية ، وأذكر في بداية حياتي عندما انتقلت من القرية في الجنوب إلى الرياض ، أن أول ما لفت نظري هو وضع المرأة وخلوها من الحياة العامة ، وأذكر أن لي تعبيراً لم يكن مناسباً للبعض ، لكنه كان يعكس رؤيتي في ذلك الزمن للمرأة ، فقد كنت أشاهدها تتحرك ككيس فحم مغلفة بعباءة سوداء ، وكنت أعيش معها وأشاركها الحياة والعمل والفرح والحزن في القرية ، وحتماً فواقع المرأة السعودية يختلف من منطقة إلى أخرى ، والعجيب أن المرأة البدوية وفي الأطراف من المملكة ، أكثر حرية من المدينة وفي الوسط بالذات .

> "غيوم امرأة استثنائية".. هل هي محاولة أو " مغامرة " جديدة لفتح أبواب المسكوت عنه مجتمعيا؟.
- رواية "غيوم امرأة استثنائية" هي رواية تبحث عن فضاء أرحب ، وتحاول أن تتعايش مع لغة جديدة وجيل جديد وتتخلق بأوضاعه وتحولاته ، أنا لا أخطط للكتابة وكل عمل من رواياتي ونصوصي عموماً يكتبني قبل أن أكتبه ، وعادة بعد كل نهاية عمل ما أوطن نفسي على التوقف عن الكتابة ، ولكن ربما يصدق في حالتي المثل القائل بأن الزمار يموت وأصابعه تلعب ، فما أن أنتهي من عمل إلا وأجد نفسي مشدوداً إلى التجريب ، والمضي في الفضاء الواسع بما أملك من معارف وتراكم ونبض حي ، وقد كان في رواية غيوم امرأة استثنائية وهي تكتب في الفضاء الافتراضي ، هذا الفضاء الذي حرمت منه أنا وأبناء جيلي بوجود وسائل التقنية والانفتاح على الآخر ، ولا شك أن لهذه الوسائل دورا في ما يحدث على خريطة الوطن العربي ، وما يسمى بالربيع العربي الذي أصبح شتاء في بعض الأقطار ( الثورة ما انتهتشي . . سيبوكم من الغيوم ، تيجي الغيوم وتمشي . . . شفتوا غيوم بتدوم ) هذا الكلام للشاعر المصري الكبير / عبد الرحمن الأبنودي الذي وضعته فاتحة لكلام رواية ، اتخذت من عالم الفضاء الافتراضي ميداناً لها ومن شخوصه أبطالها ، فالواقع أن هذا الفضاء الافتراضي أصبح هو عالمنا الحقيقي، فنحن نقضي مع شخوصه الافتراضيين أكبر قدر من الزمن ، ونتبادل الأحاديث والروابط والأسرار والكلمات أكثر مما نفعل مع المحيطين بنا ، هذه الوسائل أحدثت انقلابات في حياتنا المجتمعية ، ليس بالضرورة على صعيد جماعي ولكن على صعيد شخصي ، فالعائلة التي كان يجمعها مجلس وجهاز تلفزيوني أو راديو أو حوار واحد ، أصبحت لا يجمعها أحياناً حتى المكان ذاته وإذا جماعها فلكل فرد فيها عالمه ، والرواية رغم صدورها فلا زلت أرى كثيراً مما حدست به وتنبأت وقوعه يحدث على أرض الواقع.

> مستقبل الكتابة السردية في المملكة هل هو مرتبط بتحقيق أحلام كبيرة ترى أن جيلك لم تتح له فرصة أن يعيشها أو يحلم بها؟.
-أرى أن الرواية العربية هي رواية واحدة ، تتلاقح في كل الأوطان العربية ، ولكنها تكتب في أقطار لها طقوس وظلال وعوالم وظروف متنوعة ، ففي فترة من الزمن كان الكتاب العرب يكتبون رواية عن الداخل في المملكة ، وهناك روايات عربية قامت بهذا الدور وهي عديدة ومعروفة ، والآن بحكم وجود العمالة الأجنبية من قارات العالم المتنوعة ، فإننا نجد أن هناك روايات تصدر في الغرب والشرق تتناول هذا العالم بعد أن تغادرنا ، والكتابة السردية كتابة تراكمية ومن يستفيد من هذا المعطى والتراكم والمعارف ، يستطيع أن يقدم كتابة متجاوزة وأنا متفائل بذلك في كتابة من الجنسين ، فالبلاد التي يتوفر لها طقس ديني ومدني هائل وتنوع حياتي ، لا بد أن تعكس كتابة متنوعة وليس بالضرورة عبر منظار يضيء كل شيء جميلا.
-------------------
المصدر: صحيفة الراية