بحث في الموقع

البارحة رأيتها ...
كنا ندجن الليل ، والليل طويل ، في مسراب الغروس ، والوجوه الطازجة ، والنار بيننا ، نلتف حولها ، غربة عم حدقان ، وبعض الكبار يفاجئوننا ..
الكهلة فاطمة بنت عيشماء ، تداهن الليل ، لئلا يبعث لها في آخره زبانيته . ولن نكون إلا منهم ...
أعرفها ..
أعرف مشيتها
أعرف ظهرها المتقوس ..

وقفت مليحة بنت السادة في نهاية ساقية ، تشير له بعصا ، قبضت عليها بيدها اليمنى تجاه الماء ، في صوتها شيء من ثقة ، ممزوجة بادعاء عميق ورثته عن أسلافها الأموات قائلة :
اشرب .. اشرب لا تخف .
اندفع رحيم ( المعتمد ) مدير التعليم كما ظل الناس يدعونه ، ويتفقون على تسميته به ، نحو ساقية ماء ، ينزفها ثوران من قاع بئر طيلة نهار .

حفلة رائعة في ليلة جملية أنقلها لكم :
هكذا تحدث أبن حنتوش ...
انتبه على رقص جنوبي ، والمغني يغني ، اصعد إلى خشبة المسرح ، أشارك المحتفلين في الغناء ، أخبروني أن لي صوتا عذبا جميلا ، أمتليء زهوا ، وحق لي أن أستأثر بوقت أطول ، ومقاطع غنائية جديدة ، أرددها وحدي ..

( 1 ) صحو

أفتح عيناي ، وإضاءة باهتة متناهية ، تفترش الزاوية البعيدة المواجهة من الممر ..
صوت منغوم بضحكة ماكرة يتداعى إلى أذني ، وبقايا خدر يثقل رأسي ، امتد لأختفي في الظلام ، يسقط نظري على عقارب الساعة ، والزمن والمكان لا يهماني ..
جفاف في حلقي وفمي ، يجبرني لأنهض ، أبحث عن زجاجة ماء ، أتناولها ، وأنزوي في الركن الآخر للباب


يمتاز الكاتب السعودي «أحمد الدويحي» بنهجه الواقعي الذي يلتزمه في رسم العالم المحيط به وشخصياته، كما يمتاز بقدرته على رسم عالمه الواقعي مركزاً على سماته المميزة، كذلك يعنى كثيراً بتوضيح الملامح البارزة للشخصية الإنسانية التي يلتقطها من الوسط الاجتماعي، من منطلق أن القصة تحتاج الى صورة أمينة للحياة.