بحث في الموقع

شاعرية غرم الله الصقاعي، لست في وارد عرضها، ووضعها على المحك لقراءة التجربة، فتلك مهمة النقاد ومن تذوق غيري عذوبة شعره وجزالة مفردته، لكني حتما سألتصق بدفء إنسانيته التي عرفتها عبر عقود، وتنوعت في مناحيها لدرجة أني لا أستطع ترتيب أفكاري،

كان وجهاً حالماً، وهو شابٌ نحيل أبيض الوجه، جرئٌ في حركته، إذ يعبر الممر المواجه لمكتبي كفارس، وقد لمحت أنه بلا غطاء للرأس، يحمل بيده أوراقًا، وكأنه من أهل الدار، فلوح لي وبلا مقدمات، ليقطع حبل الهواجس، قائلاً:

- أخوك محمد عبد الإله العصار، شاعر يمني!

ربما من أجل هذا، يأتي المبدع الرائع الصديق عبد العزيز الصقعبي، ليفرض حضوره البهي لمرة ثانية، ويكون هو ونتاجه الإبداعي هاجساً لسطور هذه الزاوية، وربما لا آتي بجديد إذا قلت، إن هذا الفنان م-تعدد المواهب في حقل السرد، كتب أنواعاً متعددة من الأجناس الفنية، بداية بكتابة القصة القصيرة، والقصيرة جداً، ويُعدُ أحد كتّابها المعدودين البارعين، والكتابة للمسرح شاقة ومضنية وشائكة

كانت هذه الرواية المميزة (الفردوس اليباب) للكاتبة الزميلة ليلى الجهني، السبب المباشر في خروج جماعة السرد من نادي القصة جمعية الثقافة والفنون بالرياض، وتلك حكاية تروى قبل أن نلج معاً عالم الكاتبة الروائية المميزة، فقد كنا نجتمع في دورية منتظمة لنتناقش، ونتحاور ونطلع على كل جديد في الفضاء والعالم السردي، ولنا برنامج يعدُ الفضل فيه للزميل الصديق الأستاذ خالد اليوسف

كتابان، حرصت أن يكونا رفيقي السفر، واخترت أن يحلا في حقيبة سفري الصغيرة الأسبوع الماضي، وحملتهما معي للاستئناس بهما في عروس الشمال مدينة تبوك، والحديث في ناديها الأدبي بأمسية شيقة عن فضاء السرد، والكتابان هما الأول (هاتف) مجموعة قصصية للأستاذ الصديق محمد علوان، والكتاب الثاني (فتنة السرد والنقد)