بحث في الموقع

الجنوبيون 1 _ 3

( من أقاصي الجنوب آتى عاملاً
للبناء
كان يصعد ( سقالة ) ويغني لهذا الفضاء
كنت أجلس خارج مقهى قريب
وبالأعين الشاردة 00
كنت أقرأ نصف الصحيفة
والنصف أخفي به وسخ المائدة
لم أجد غير عينين لا تبصران
وخيط الدماء
وأنحنيت عليه 00
أجس يده
قال أخر : لا فائدة
صار نصف الصحيفة كل الغطاء
وأنا 00 في العراء 00)

سنفرح لكون صديقي ورفيق دربي الروائي الرائد إبراهيم الناصر الحميدان الوحيد المكرم الآخر إلى الآن من خارج أبناء المنطقة! لا أريد أن أقلب متناقضات النوايا الشاذة ولست معنياً بها، ولا أريد أن أغادر سطوري هذه من غير الإشارة إلى ما خرج من داخل غرفة الوصاية، أحتفظ به لنفسي وهم جميعاً أصدقاء، وتظل مجرد وجهة نظر .. تقر بضرورة أن يكون المكرمان واحد زهراني والآخر غامدي (!)

أسئلة.. وأسئلة كلما مرغت أنف السؤال في التفاصيل، مرغت الغزلان الجبلية أنوفها في عبق حبق الجبال، فتهطل سماء المكان بثقافة إنسانه وطقوسه ونماذج من طرائق حياته، وتصبح السطور طاعنة في الوهن، إذا لم يعززها تلاقح الأجيال وتعاطي المعرفة، وكأني بصوت أحدٍ يصيح بي (خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد)

رجل يحمل الكثير من سمات الوجاهة الحقيقية، كلمات المجد تأتيه منقادة، حينما تخلع المسميات على شيوخ ومدعيي الوعي، نقرأ شعراء ونقاداً وروائيين رائحة الماضي، وعبق تفاصيله في متحف الشيخ محمد بن مصبح شيخ بلجرشي، أختبئ في (مخدع) العروس، أنتظر وصول أول زوار ملتقى الرواية، أستعيد ذاكرة (سميٍعة) ليلة العرس، يختبئ أنداد العريس الخُلص في مكان قصي

سوف أبحث هذي المرة عن وجهي في كل الزوايا، حينما تضيّيع كل الوجوه ووجهي في زحمة الحياة، تحتشد الأسئلة في ذاتي، أبحث باكيا عن وجهي، فلا أجد الجواب بعد كل هذه السنين، كيف فقدته ؟ تجتاحني دائما مثل هذه الهواجس، حينما يترجل الأصدقاء والأحباب، وتلك إرادة الله وسنة هذه الحياة، أما أنت فسوف أناديك ( أبو أمل )، لعلك تفيق من غيبوبة صغيرة