بحث في الموقع

أترحم على الكاتب الكبير فوزان صالح الدبيبي رحمه الله، أعرف أن البعض قد لا يعرفه، مع أن له تاريخًا حافلاً مضيئًا، أتاح له القدر لفترة قصيرة من عمره، أقل من عقدٍ قبل رحيله المفاجئ، أن يكتب افتتاحية صحيفة الرياض، ويشارك بظرفه وخفة دمه في زاوية (غرابيل) اليومية، يفضفض ويترك لقضايا المجتمع أن تتسرب بين حروف اللغة الساخرة بعيدًا عن الكتابة السياسية، وقد دفع شطرًا من عمره في محرقتها،

ورحل صديقي القديم محمد عبد الإله العصار، لست أعرف لماذا كانت السمة البارزة السريعة، عينان له تشع بمزيج من الذكاء والموهبة والحذر، لتشدني إلى صداقة شاب لا أعرفه من اللقاء الأول، فتربطني به صداقة متينة، امتدت إلى آخر يوم رحيله تغشاه رحمة الله، وحتما كانت المعرفة بداية الثمانينات بين جنبات جدران وأروقة جريدة الرياض، كنا معاً في مقتبل العمر والغريب للغريب صديق،

حيرني خبر فني ثقافي، مر خلال الأسابيع الماضية مرور الكرام، ولا أحد يظن بي سوءاً، ويعتقد أني أقصد خبرا آخر، صنفنا بأننا من أسعد شعوب الأرض، وفحوى الخبر المعني، كما جاء في العناوين الصحفية، هو عودة الموسيقى إلى الرياض بعد أكثر من عقدين من الزمن، يا إلهي !، وجاءت العودة المباركة كما في تفاصيل الخبر أن الدكتور الموسيقار - عدنان خوج الملحن المعروف، أحيى أمسية ثقافية فنية في الذكرى الثانية عشر لرحيل الفنان طلال مداح رحمه الله، وسط حضور جماهيري متواضع لا يتجاوز 160 شخص،

اختيار المبدع الصديق عبد العزيز الصقعبي لروايته الأخيرة (اليوم الأخير لبائع الحمام) عنوانًا لا يخلو من دلالة، أذكر أننا تناقشنا حول دلالة (العنوان) الذي كان متداولاً بين كتاب الرواية في الرياض، ولماذا هذا النموذج ودلالة الحمام، وسيأخذننا فضاء الرواية، والمضمون، والبناء، والشخوص إلى كشف وقراءة عمق التحولات، بلا مقارنة بطبيعة الحال بغيرها من الروايات، فالرياض العاصمة السياسية للوطن، تحوي جميع الشرائح المتنوعة، والرياض فضاء الرواية وهي بطبيعتها، فن شامل يحوي أيضًا كل الشرائح المجتمعية،

سرحت في واحدة من أمسيات الثقافة الحقيقية في بلادنا.. وتذكرت حكايات ومواقف.
قال ذات مرة الرائد الاستاذ (عبدالكريم الجهيمان) مد الله بحياته، وكان يستطرد في مجلس أدبي في دمشق لحضور فعاليات معرض الكتاب، و(تحديداً) وإلا فما أكثر ما يروى عن (أبوسهيل)، أنه وجد القامة الثقافية الأخرى، الراحل (عبدالله القصيمي)